الجمعة، 28 مارس 2008

كلام العيون


اول مره تلتقي عيناه بعيناي .. كان في محطه القطار.. كان هناك زحام غير طبيعيا ..ربما كانت نظرته شاكيه ومتساله عن ذلك الزحام , ووافقتني نظرته على الشكوى.. ركبنا سواسيه ونزلنا معا أفسح لي طريقا وسط الزحام .. نظرت له شاكره وابتسمت عيناه .. سرت في طريق واحد .. وقف امام باب شركه ندسه ومقاولات وقالت عيناه هنا عملي.. سرت قليلا الى باب البنك الذي اعمل به نظرت خلفي وجدته مازال منتظرا بجوار الباب .. قالت له عيناي هنا اعمل ..منذ اليوم بدات عيوننا تبحث عنا في في مكان اول لقاء الذي ياتي في هذا الموعد المحدد من الصباح .. تلتقي عيناي به وتلقي عليه سلاما فترد نظراته السلام..
التقينا كثيرا وتحدثت عينانا بلا كلام .. قالت عيناه انا معجب بك وقالت عيناي .. وانا ابادلك الاعجاب ..
ذات صباح .. بعد لقاء عيوننا وتبادل تحيات نظراتنا ,وجدته امام مكتبي .. قال مبتسما انه دار على اقسام البنك كلها الى ان وجدني...
مد يده بسلام وقال اسمه , مددت يدي بالسلام وقلت اسمي ..
ظلت يدانا متشابكه لحظات في سلام..سالني هل اسمح له بدعوتي على الغداء؟ رحبت عيناي بنظره موافقه واتفقنا على لقاء...
في المطعم .. بجوار النيل جلسنا متقابلين.. نظرت عيناه الى وقالتا .. مااجمل اللقاء .. قالت له عيناي .. وانا سعيده باللقاء ..
مكان جميل لم اعرفه من قبل ..السماء فوقنا تحمينا او تراقبنا , والنيل بجوارنا يبارك تعارفنا ..
دقت طبول قلبى تنذر بخطر او تعلن عن فرح .. نظرت اليّ عيناه لاسمع ماذا تقولان.. قالتا بلا كلام " احبــــــك" وقالت عيناي "ليتني اسمعها وتخرق اذني"...
تبادلنا كلمات عن اعمالنا .. تناولنا غذائنا وسرنا بجوار النهر لنعبر كوبري صغيرا ونذهب الى مكان لاتراه سوى عينانا .. تشابكت يدانا .. اصابع يده بين اصابع يدي ــ قرات يوما ان تشابك ايدي المحبين معناه الدوام عندما يشبك حبيبك اصابعه بين اصابعك فهو يقول لك سابقى معك دوما ــ فرحت بالمعنى .. في القطار جلسنا متقابلين .. تعرفنا على مكان سكنينا .. قال انه يكبرني باعوام ..
تكرر لقاؤنا في المكان الذي تعودت على جماله .. السماء فوقنا تحمينا او تراقبنا .. والنيل بجوارنا يبارك عواطفنا .. حبيبتي .. حبيبي .. كلمات تقولها اعيننا بلا كلام .. مااروع حديث الصمت .. وما اجمل الكلمات الذي لا تقال...
وفي ذلك اللقاء , لا اريد ان اقول الاخير ، كانت الكلمات في عينيه لآول مره لا اعرف معناها .. فاضطربت .. ابعدت عيني .. نظرت الى النيل .. وجدت امواجه الهادئه مضطربه .. وجدت مركبا يسير مسرعا ويبتعد ثم يختفي فانقبض قلبي .. نظرت الى عين حبيبي فاحسست دموعا مختنقه بها .. نظرت اليها جيدا وجدتها زائغه , حائره ..
قال لي ان الشركه كلفته مع مجموعه المهندسين بعمل مبان في صحراء بعيده .. لمده اشهر او عام ..خنقني الصمت لحظات ولا ادري كيف قال ولماذا قلت ... لا تذهب!!
قال متعجبا ومبتسما لا ارى في عينيه كلام ان هذا عمله ولابد ان يذهب .. اردت ان اقول شيئا ربما اعتذار عن اعتراضي .. خنقت دموعي الكلمات ..
قالت عيناه ساعود اليك .. وقالت عيناي .. مااصعب الانتظار
" لا تذهب " .. هل هي كلمات قلتها لأني لم اجد كلاما اعبر به عن رغبتي الحقيقيه في الاستمرار !!
كيف احاسبه عن كلمات سمعتها من عينيه .. ربما لم يكن يعنيها , ولكن توجد كلمات كثيره تقال لايعنيها قائلها .. فما فائده الكلام .. اليس كلام العيون الصامت افضل من كلام الشفاه الكاذب...

اهداء..
الي القلب الذي احببته ولا ادري ماحاله .. لم اعد ادري ماداخلي الان ربما اصبحت اكثر وضوحا ولم يعد يهمني .. ربما انتحر هذا الحب داخلي ولكني لا احاسب احدا سواى .. الى هذا الحب الوهمي الرائع الذي لم اعرف له صاحب .. ارجو ان يعذرني القلب المجهول الذي لم اعرف سواه اذا سرقته دون ان علمه لاني اصبحت الان قتيله ولا يمكن ايقــــــــــــــــــــــــاظي للأبد..

السبت، 22 مارس 2008

بدر


الليله هي الليله الثالثه على التوالي من ليالي الربيع الهادئه ,قد تكون من اجمل ليالي عمري والتي قد لاامر بها مره اخرى في حياتي..

بينما اجلس وحيده اتامل جمال النجوم المتلألأاه في بحر السماء الواسعه .. داعبتني نسمه هواء

وكانها تجذب انتباهي الى قمر الليله قائله لي ..لما ترهقي نفسك في تجميع النجوم على شكل القمر وقمر الليله بدرا معك اصلا في حياتك..

بدرا ينير السماء .. لم اصدق عيناي ..لم ار مثيلا لبدر الليله طوال اشهر عمري الذي مضى.

سرحت بمخيلتي بعيدا .. بعيدا كبعد بدر اليوم عن نظري .. ربما احسست بحزن دفين ظل يتغلل داخلي الى ان وصل لمحطه عيناي مطلقا دمعه لا اعرف معناها ..لماذا كلما احسست بسعاده غامره ينقلب الى حزن غامض !!

تأملت قليلا الى ان وصلت بتاملي الى ماهو بدرا الليله .. مااجمله حقا وما اروعه .. نعم هو قمرا بدرا لحياتي .. انتظره كل ليله .. كل شهر .. اراقب انكماشه وتمدده من هلالا الى قمرا واعشقه الى ان يصل بدرا..

ولكن ..

مابعده عني .. بعيد ..بعيد بعد السماء عن الارض..لو عشت حياتي كلهااركض دون راحه لن اصل اليه ابدا.. والاصعب اني كلما اقتربت منه يبعد هو عني .. كلما اقتربت يكبر حجمه جدا جدا حتى احس بضألتي جواره .. انه هناك في السماء لا املك سوى ان انظر اليه .. اراقبه ..اعشقه دون ان يدري لايبالي هو الرائع المنير بي ابدا ولن يبالي..بالرغم من كل ذلك لا استطيع ان امنع نفسي عن رؤياه نوره الرائع الذي طالما اعتقدت انه نور ظلام حياتي نور قلبي فكر عقلي ...

كم اتمنى ان اعيش حياتي على سطح هذا القمر ويكون البدر لي نورا ارى به خطواتي .. ولكن هذا هو المستحيل ماأبعد المسافه بيني وبين قمري..مااصعب هذا الاحساس .. احساس كانه الضياع والحرمان ..لا استطيع ان اوصف مراره هذا الاحساس بالمستحيل كاني اصاب بالعمى مع مرور الايام .. اعتدت انا على نور قمري .. ينير لي لارى بوضوح ولكن هذا البدر يبتعد عني شيئا فشيئا..لن يدوم ضوءه لي طويلا ..وانا لا استطيع ان امنع نفسي عنه ..

اموت تدريجيا..سعاده وقتيه زائله تلك التي اشعر بها الان..دموعي ستظل تنهمر الى ان تغرقني وسأدفن نفسي في اعماق بحر احزاني ومخاوفي المظلم الى ان انعدم .. ادعو ربي ان يبقى لي اناره بدري ولو احسست انابظلمه حياتي .. لايهمني طالما نوره سيظل للابد, ابقيه لي ربي كالؤلؤالمكنون على بساط من حرير...

اهداء

إلى البدر الذي لا أراه..النور الذي لا اخشاه..نجم اهتديت به في جزيره لا أعرف بها الطريق..بحرها بلا شاطئ..غرقت في اعماقه بسعاده.. انتحرت به ولم استيقظ..جرفني التيار الى نهايته دون ان ارى بدايته

الأربعاء، 19 مارس 2008

فراشه




بينما يطرق سنا الفجر باب الليل .. وتقتحم العصافير اغصان الاشجار ، تستيقظ هي على مداعبه النسيم لجناحيها فاليوم لم تعد يرقه .. اليوم اصبحت كل اليرقات فراشات ، احست بسعاده ... ولكن .. كيف يحدثذلك؟؟كيف تحولت الى فراشه وقد كانت يرقه بالامس؟؟ بالامس رأت كل اليرقات بالأمس.. بالامس.. بالامــ..ابتسمت وكانها تذكرت شيئا.. نعم فالامس لم يكن امسا وحتى لو كان .. فلا شئ يعنيها في هذا الامرلا يعنيها الان سوى يومها ، الان تطير ولا يهمها كم بقيت في شرنقتها.. الان تحلق في الفضاء لتشهد ولاده اول شمسلحياتها..تطير فوق الحديقه التي ترعرت بها ... تلقى بخيوط الحرير على اسوارها غير مباليه بقيمته طالما انه لم يعد يفيدها ولم يعد يهمها ...تستنشق رحيق تلك الزهره .. وتتركها لتعتصر هذه الزهره.. موقظه في طريقها كل الفراشات النائمات المحصورات كالكلمات بين القوسين .. مناديه اياهن بتمزيق شرنقاتهن والخروج الى الحياه...

الثلاثاء، 18 مارس 2008

الاثنين، 17 مارس 2008

متى تستيقظ يا قلبي



امسكت سلاحي.. كان به رصاصتان .. نظـــــــــــــــــــــــرت ايه ..صوبـــــــــــــته نحوه قائله
" سوف افرغه في قلبك "

نظر الي بعينين زائغتين - ولكنها مفعمه بالحنين-قائلا
" سلاحك لا يؤذي احد غيرك , وان افاد فانه لن يفيد سواك "
نظرت الى عينيه فلم اتبينها وكأنها من شده ضيقهما اختفت بين حاجبيه .. استلقيت على سريري غارقه في تفكير عميق بينما امتدت يدي تجذب الوساده الصغيره وتضمها الى صدري كانها تضم انسانا حبيبا تود لو تخفيه بين الضلوع.. رفعت راسي مره اخرى ؟؟
فلـــــــــــــــــــــــــــــم اجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده!!!
بحثت عنه طويلا ..اردت ان اصرخ .. اغمضت عيني لبرهه !!!ثم لم اكد حتى انتفضت فجاه رايته .. رايته ..

تريثت للحظات ...
الان ادركت ان الذي كنت احدثه مجرد صوره بهتت على وسادتي اثناء نومي من احلامي ، اما الاصل فهو من نسج خيالي - العينان الضيقتان الحادتان كالصقر، الحاجبان الكثيفان كالادغال ، والوجه الصحراوي...
لا اراه الا عندما احتاجه وكانه يخترق عقلي الباطن ليساعدني ..
يترك لي دوما حريه الاختيار دون ان يجعلني اقع فريسه له ، يريدني دائما شخصيه قويه ،مستقله ،صائبه الاختيار ...فقــــــــــــــــــط يضعني على بدايه الطريق ممهده لي دون ان ادر ي!!
لا اراه الا عندما اكون مزيجا من الاحاسيس المتضاربه .. حب ، كره ،خوف ، ثقه ..... يضع داخلي الاحساس الملائم لحالتي لا ادري كيف ومتى ؟ ولكنه حدث داخلي !!
لا استغنى عنده ابدا .. ادركت الان ان ما يحدث لي ماهو الا نتاج الحلم المستحيل .. لا اعلم هل هو حقيقه ام وهم ..هل يشعر بي بينما اندمج معه في حديث روحي؟؟؟
الان استيقظت على ارضى .. وجدت بيدي سلاحي الوحيد الا وهو اقلامي ..
بدات باطلاق اول رصاصتي ورسمت قلبي الذي لم يستيقظ قط ..يهيم في خيالاته واحلامه , وخرجت مني الرصاصه الثانيه بلا قصد عند كتابتي هذه القصه .. ادركت بعدها ان اسلحتي مدمره ورصاصاتي اغلى من كنوز الدنيا .. عالمي دنيتي الذي لا يعيش بها احد سواي..
استضيفه احيانا عندما لا اجد احدا معي .. عندما احتاجه وبرغبتي انا فقط .. انه عالمي الخاص .. الخيالي .. ليس لاحد السلطه ان يخترقه الا باذني .. لم ولن انسى كلماته التي نسجتها انا على لسانه قائلا لي :
" اطلقي ســـــــــــــراح رصاصاتك .. وفكــــــي القيود من على قلبك"